كشفت عائلة وأصدقاء ومناصرو الناشط البريطاني المصري علاء عبد الفتاح عن تفاصيل قاسية لسنوات سجنه، بينما تواصل والدته ليلى سويف إضرابها عن الطعام داخل مستشفى في لندن، احتجاجًا على استمرار حبسه رغم انتهاء محكوميته.

دعا هؤلاء الجهات البريطانية إلى التدخل بفعالية، معتبرين أن استمرار اعتقال عبد الفتاح يعكس حملة انتقام شخصي يقودها رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يُضمر عداءً مباشرًا له ولعائلته.

برز عبد الفتاح كصوت بارز في احتجاجات ميدان التحرير عام 2011، وسُجن مرتين، آخرها بعد الإفراج عنه مؤقتًا عام 2019. وعلى الرغم من انقضاء مدة محكوميته البالغة خمس سنوات في خريف 2023، ما زال محتجزًا في سجن وادي النطرون شمال مصر.

قضى عبد الفتاح فترة سجنه الأولى بين 2015 و2019، وأجزاء من الثانية في سجن طرة شديد الحراسة، حيث خضع لعزلة صارمة. قالت أخته منى سيف: "أرادوا تحطيمه نفسيًا، فحرموه من الكتب، ومنعوه من التواصل مع الآخرين، ووضعوه في زنزانة ضيقة دون سرير أو تهوية لسنوات".

أوضحت منى أن السلطات المصرية تتعامل مع قضية شقيقها باعتبارها "شخصية بامتياز"، وأن الملف يقع مباشرة في يد السيسي. وأشارت إلى أن رسائل غير رسمية تؤكد أن الرئيس هو من يتخذ قرارات تخص عبد الفتاح وعائلته.

أحمد دومة، الشاعر والناشط الذي سُجن في طرة أيضًا، روى أن السلطات فصلته عن عبد الفتاح بعد أن وُضعا في زنزانتين متقابلتين لفترة. وقال: "يناير 2011 هو العدو الشخصي للسيسي، وعلاء كان أحد رموزه... النظام يعتبره رمزًا للإحراج، ولذا يسعى لإسكاته بأي وسيلة".

شرح دومة آثار السجن: "حتى ساعة واحدة خلف القضبان تترك أثرًا نفسيًا عميقًا. ما رأيناه من تعذيب وعنف وعزلة لا يمكن نسيانه بسهولة". وأكد أن التعافي من هذه التجربة يحتاج سنوات طويلة، إن حدث أصلًا.

الطبيبة النفسية والناشطة عايدة سيف الدولة وصفت الاحتجاز في مصر بأنه "تعذيب نفسي ممنهج". وقالت: "لا أعرف ما هي الجريمة التي ارتكبها هؤلاء سوى أنهم عبّروا عن رأيهم. هذا لا يُعد عقابًا قانونيًا، لكنه عقاب من والد قاسٍ يعاقب أبناءه على عدم الطاعة".

يشير المحامي خالد علي إلى أن عبد الفتاح كان ينبغي أن يُفرج عنه في 28 سبتمبر 2024، بعد احتسابه من يوم اعتقاله في 2019، لكن السلطات تجاهلت فترة الحبس الاحتياطي، ما قد يؤخر خروجه حتى 2027.

تقول منى إن شقيقها حصل بعد إضرابه عن الطعام عام 2022 على بعض التسهيلات، مثل السماح بالكتب والتلفاز. يتابع عبد الفتاح بطولات رياضية ويتفاعل مع القطط التي ظهرت داخل السجن. تضيف منى: "نعرف حالته النفسية من تفاعله مع القطط. حين تكون حالته جيدة يرسل صورًا كثيرة، لكن مزاجه تدهور بشدة بعد تجاهل موعد الإفراج".

أبدى نشطاء حقوقيون قلقهم من فشل الجهود البريطانية والأوروبية في إطلاق سراحه، مشيرين إلى غياب أي ضغط جدي على القاهرة. أحدهم قال: "سياسة المفاوضات الصامتة لم تحقق شيئًا منذ أكثر من عشر سنوات. لا يتحرك الملف الحقوقي إلا حين يشعر النظام بخطر أو تهديد حقيقي".

شددت منى سيف على أن السلطات تريد "إخضاع علاء الكامل وسحق أي مظهر من مظاهر الاستقلال". وأضافت: "ما يحدث الآن ليس سوى فعل انتقامي عبثي... لا نعرف ما الذي يُرضيهم، أو متى سينتهي هذا العقاب".

اختتم أحمد دومة حديثه برسالة تضامن: "لو استطعت مخاطبته، سأقول له: نحن معك، حريتك وحياة والدتك معركتنا الشخصية".
 

https://www.theguardian.com/world/2025/jun/12/the-idea-was-to-crush-his-spirit-family-of-jailed-british-egyptian-man-describe-awful-prison-conditions